في صالات المطارات .. في محطة القطار .. في الميناء .. في معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية ... في المستشفيات ... في أغلب أجهزة وقطاعات الخدمات العامة .. في تلك المواقع استحدثت أقسام أو مكاتب تعنى فقط بتقديم الخدمة لفئات معينة من الناس أطلق عليها مسميات مختلفة منها مثلا الخدمات الخاصة .. أو المكاتب التنفيذية أو مكاتب خدمات "vip " وأصبحت مثل هذه المكاتب وهذه الصالات مقصداً رئيسياً ومعتاداً لكثير من المسؤولين وأعيان المجتمع عند السفر أو عند القدوم أو عند الحضور لطلب الخدمة .. وكبار المسؤولين المقصود بهم هنا والمستفيدين من هذه المواقع معظمهم هم من بيدهم القرارات الإدارية ومن لديهم السلطة أو المسؤولية في كثير من أجهزة الدولة ..
لذلك أصبحت مثل هذه الصالات ومكاتب الخدمات الخاصة ومراكز "vip " مواقع " حجب "، حجبت أنظار هؤلاء المسؤولين عن مشاهدة الواقع لا نقول عنه انه واقع " سيء " لكنه واقع غير جيد والذي يدور ويجري خارج تلك الصالات وتلك المكاتب وبالتالي استمر ذلك الواقع بعيداً كلياً عن نظر أولئك المسؤولين، ولذلك أصبح هؤلاء المسؤولون يعتقدون أن كل ذلك الواقع الخارجي الذي يدور خلف حواجز تلك الصالات أو المكاتب الخاصة أنه واقع مماثل وعلى مستوى ما يجدونه ويشاهدونه في داخل تلك الصالات الخاصة أو مكاتب " vip "، وأن كل الناس الذين هم في ذلك الواقع الخارجي راضون ومقتنعون بمستوى الخدمة كرضا المسؤول داخل تلك المكاتب الخاصة ..
وللأسف الشديد أصبح ذلك الاعتقاد الخاطئ عاملاً مؤثراً جداً في عدم تطور مستوى أداء بعض الخدمات العامة في ذلك الواقع البعيد كلياً عن نظر أولئك المسؤولين الذين نجحت تلك المكاتب الخاصة في عزلهم عن ذلك الواقع .. ولذلك استمر ذلك الواقع بعيداً كلياً عن اهتمام هؤلاء المسؤولين .. وأصبح ذلك الواقع الخارجي مع مرور الزمن واقعاً قليل التطوير والاهتمام والرقابة في نفس الوقت الذي استمرت فيه تلك المكاتب الخاصة تحظى بالمزيد من الاهتمام والحرص والتطوير ؟!
السؤال لماذا " لايُجرب " كل المسؤولين في المستويات العليا في أجهزة الخدمات العامة وخاصة ممن بيدهم القرار والسلطة، لماذا لا يجربون يوماً ما التخلي عن استخدام تلك المكاتب الخاصة أو تلك المكاتب التنفيذية أو مكاتب " vip " عند مراجعاتهم وعند زياراتهم أو عند سفرهم أو قدومهم ويذهبون عند قضاء حاجاتهم الرسمية مع الناس ويستخدمون كل الصالات والطرق والممرات و (الكونترات ) سواء في المطارات أو في السفر أو عند مراجعة المستشفيات والعيادات أو عند مراجعة كل فروع أجهزة الخدمات العامة ..
أو أن يقوم كل المسؤولين بأنفسهم بإنجاز مراجعاتهم بدلاً من بعث مندوبين لهم ... فيقوم مثلاً مسؤولو الخطوط بمراجعة مكاتب المبيعات والحجز، ويقوم مسؤولو وزارة الصحة بمراجعة العيادات في كل المستشفيات، ويقوم ضباط الأمن ومسؤولوه الكبار بأنفسهم بمراجعة مكاتب الخدمات الأمنية والمرورية مع سائر الناس.. ويقوم مسؤولو وزارة النقل بركوب سيارات الأجرة وحافلات خط البلدة، ويقوم مسؤولو البلديات بالأكل والشرب في المطاعم الشعبية المنتشرة في أرجاء المدينة وغير ذلك ..
حينها ستتاح الفرصة لجميع هؤلاء المسؤولين معاينة الواقع، وحينها من المؤكد أنهم سيدركون أن ذلك الواقع يحتاج سريعاً إلى قرارات عقاب .. وقرارات محاسبة .. وقرارات نقل .. وقرارات تطوير .. وقرارات دعم .. وقرارات اهتمام وسيدركون أنهم من خلال استخدامهم ومراجعاتهم وسفرهم وقدومهم مع عامة الناس أنهم ظلوا لسنوات يعملون محجبين ومعزولين داخل إطار خاص اسمه " الخدمات الخاصة " أو خدمات كبار المسؤولين .. لذلك تم إبعادهم عن ذلك الواقع الخارجي .
لكن السؤال المهم! لماذا أصلاً أوجدت مثل هذه المكاتب أو هذه الصالات لهذه الفئات من المجتمع داخل أجهزة الدولة وأجهزة الخدمات.. ولماذا تم التوسع فيها والاهتمام بها ؟! لماذا لا يقتصر استخدام هذه المواقع على منسوبي السلك الدبلوماسي فقط !! لماذا لا يكون مستوى الخدمات بصفة عامة مماثلاً لمستوى خدمات هذه المكاتب الخاصة من كافة الجوانب من حيث مستوى الخدمة .. والنظام والراحة والتنظيم والسرعة وحسن التعامل والنظافة وحسن الاستقبال والاهتمام .
نتمنى من كبار المسؤولين التخلي عن تلك المواقع ولو لمدة مؤقتة !! ومعايشة تجربة المراجعة من خلال شباك وممرات وطوابير الانتظار وكونترات المراجعين .. في العيادات وفي المطارات وفي بقية أجهزة الخدمات العامة حينها ستكون النظرة مختلفة ... وحينها من المنتظر والمتوقع أن يكون هناك قرارات متوقعة !! لعلها تحاول المساهمة في تحسين شيء من وضع مستوى الخدمة بما يوازي المبالغ المالية الكبيرة جداً التي من المفترض أنها معتمدة ومخصصة لرفع مستوى الخدمات بصفة عامة إلى درجة يستحقها المواطن في هذا الوطن !! وفي كل المجالات تقريبا نتمنى ألا يستمر الاهتمام فقط بالمكاتب والصالات الخاصة وإهمال الشريحة الأكبر في المجتمع .!!
بقلم/ عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ
تحياتي اية الله
لذلك أصبحت مثل هذه الصالات ومكاتب الخدمات الخاصة ومراكز "vip " مواقع " حجب "، حجبت أنظار هؤلاء المسؤولين عن مشاهدة الواقع لا نقول عنه انه واقع " سيء " لكنه واقع غير جيد والذي يدور ويجري خارج تلك الصالات وتلك المكاتب وبالتالي استمر ذلك الواقع بعيداً كلياً عن نظر أولئك المسؤولين، ولذلك أصبح هؤلاء المسؤولون يعتقدون أن كل ذلك الواقع الخارجي الذي يدور خلف حواجز تلك الصالات أو المكاتب الخاصة أنه واقع مماثل وعلى مستوى ما يجدونه ويشاهدونه في داخل تلك الصالات الخاصة أو مكاتب " vip "، وأن كل الناس الذين هم في ذلك الواقع الخارجي راضون ومقتنعون بمستوى الخدمة كرضا المسؤول داخل تلك المكاتب الخاصة ..
وللأسف الشديد أصبح ذلك الاعتقاد الخاطئ عاملاً مؤثراً جداً في عدم تطور مستوى أداء بعض الخدمات العامة في ذلك الواقع البعيد كلياً عن نظر أولئك المسؤولين الذين نجحت تلك المكاتب الخاصة في عزلهم عن ذلك الواقع .. ولذلك استمر ذلك الواقع بعيداً كلياً عن اهتمام هؤلاء المسؤولين .. وأصبح ذلك الواقع الخارجي مع مرور الزمن واقعاً قليل التطوير والاهتمام والرقابة في نفس الوقت الذي استمرت فيه تلك المكاتب الخاصة تحظى بالمزيد من الاهتمام والحرص والتطوير ؟!
السؤال لماذا " لايُجرب " كل المسؤولين في المستويات العليا في أجهزة الخدمات العامة وخاصة ممن بيدهم القرار والسلطة، لماذا لا يجربون يوماً ما التخلي عن استخدام تلك المكاتب الخاصة أو تلك المكاتب التنفيذية أو مكاتب " vip " عند مراجعاتهم وعند زياراتهم أو عند سفرهم أو قدومهم ويذهبون عند قضاء حاجاتهم الرسمية مع الناس ويستخدمون كل الصالات والطرق والممرات و (الكونترات ) سواء في المطارات أو في السفر أو عند مراجعة المستشفيات والعيادات أو عند مراجعة كل فروع أجهزة الخدمات العامة ..
أو أن يقوم كل المسؤولين بأنفسهم بإنجاز مراجعاتهم بدلاً من بعث مندوبين لهم ... فيقوم مثلاً مسؤولو الخطوط بمراجعة مكاتب المبيعات والحجز، ويقوم مسؤولو وزارة الصحة بمراجعة العيادات في كل المستشفيات، ويقوم ضباط الأمن ومسؤولوه الكبار بأنفسهم بمراجعة مكاتب الخدمات الأمنية والمرورية مع سائر الناس.. ويقوم مسؤولو وزارة النقل بركوب سيارات الأجرة وحافلات خط البلدة، ويقوم مسؤولو البلديات بالأكل والشرب في المطاعم الشعبية المنتشرة في أرجاء المدينة وغير ذلك ..
حينها ستتاح الفرصة لجميع هؤلاء المسؤولين معاينة الواقع، وحينها من المؤكد أنهم سيدركون أن ذلك الواقع يحتاج سريعاً إلى قرارات عقاب .. وقرارات محاسبة .. وقرارات نقل .. وقرارات تطوير .. وقرارات دعم .. وقرارات اهتمام وسيدركون أنهم من خلال استخدامهم ومراجعاتهم وسفرهم وقدومهم مع عامة الناس أنهم ظلوا لسنوات يعملون محجبين ومعزولين داخل إطار خاص اسمه " الخدمات الخاصة " أو خدمات كبار المسؤولين .. لذلك تم إبعادهم عن ذلك الواقع الخارجي .
لكن السؤال المهم! لماذا أصلاً أوجدت مثل هذه المكاتب أو هذه الصالات لهذه الفئات من المجتمع داخل أجهزة الدولة وأجهزة الخدمات.. ولماذا تم التوسع فيها والاهتمام بها ؟! لماذا لا يقتصر استخدام هذه المواقع على منسوبي السلك الدبلوماسي فقط !! لماذا لا يكون مستوى الخدمات بصفة عامة مماثلاً لمستوى خدمات هذه المكاتب الخاصة من كافة الجوانب من حيث مستوى الخدمة .. والنظام والراحة والتنظيم والسرعة وحسن التعامل والنظافة وحسن الاستقبال والاهتمام .
نتمنى من كبار المسؤولين التخلي عن تلك المواقع ولو لمدة مؤقتة !! ومعايشة تجربة المراجعة من خلال شباك وممرات وطوابير الانتظار وكونترات المراجعين .. في العيادات وفي المطارات وفي بقية أجهزة الخدمات العامة حينها ستكون النظرة مختلفة ... وحينها من المنتظر والمتوقع أن يكون هناك قرارات متوقعة !! لعلها تحاول المساهمة في تحسين شيء من وضع مستوى الخدمة بما يوازي المبالغ المالية الكبيرة جداً التي من المفترض أنها معتمدة ومخصصة لرفع مستوى الخدمات بصفة عامة إلى درجة يستحقها المواطن في هذا الوطن !! وفي كل المجالات تقريبا نتمنى ألا يستمر الاهتمام فقط بالمكاتب والصالات الخاصة وإهمال الشريحة الأكبر في المجتمع .!!
بقلم/ عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ
تحياتي اية الله
الإثنين مايو 27, 2013 2:42 pm من طرف البيلسان
» بداية العام الجديد_ وسنه خير وبركة
الأحد يناير 01, 2012 3:26 am من طرف البيلسان
» الى كل احلامنا المتأخرة
الخميس يوليو 14, 2011 10:08 pm من طرف البيلسان
» دعاء....يارب
الأربعاء يوليو 13, 2011 8:37 pm من طرف البيلسان
» قبل ان تكتب في المنتدى الديني :ارجو الانتباه
السبت مارس 12, 2011 10:33 pm من طرف البيلسان
» طرفة نادرة
الأحد فبراير 13, 2011 2:40 am من طرف البيلسان
» يــــــــــامن يحرم اطفالي عيشا بسلام
الأحد فبراير 13, 2011 2:38 am من طرف البيلسان
» من غير فلسطين شو يعني طفوله_ نشيد طفولي رائع
الأحد فبراير 13, 2011 2:33 am من طرف البيلسان
» يحيى عياش/ رجل المستحيل في ذكرى استشهاده
الإثنين فبراير 07, 2011 2:42 am من طرف البيلسان